بعد زيارة أمير الكويت مشعل الأحمد إلى بريطانيا والأستقبال المتواضع من قبل الملك وحاشيته يتساءل البعض هل أصبحت عائلة الصباح بقراراتها السلبية بحجب الحياة البرلمانية وسجن الناشطين وأصحاب الرأي وتجريد عشرات ألاف المواطنيين من جنسيتهم عبئا على بريطانيا؟!.
وهذا مايبدو من طبيعة ومكان الإستقبال الذي حظي به أمير الكويت مشعل الأحمد في أول زيارة رسمية له بعد تنصيبه رئيسا للدولة علماً بأن الدعوة لرئيس دولة بعد تنصيبه هي عمل بروتوكولي اتوماتيكي ولكن مكان الإستقبال والإقامة يعطي دلالات مختلفة إذ لم يتم في العاصمة الملكية " لندن" كما جرت العادة ولم يتضمن موكبا ملكيا للضيف كما هو متبع بروتوكوليا، وكذلك بدون مأدبة رسمية ، واقتصرت على تبادل أحاديث قصيرة خلال لقاء في متحف كان فيه طوال الوقت وجه الملك تشارلز عابسا ويتخلله ابتسامات ثلجية مصطنعة، وبالتأكيد فأن الملك يتلقى قبل لقائه بأي مسئول أجنبي تقريرا من حكومته عنه وطبيعة سلوكه السياسي وعلاقات بلده مع بريطانيا .
الأنجليز قوة عالمية برجماتية وتحسب كل الأمور بمعطياتها الفعلية وهُم الذين نصحوا الحاكم عبدالله السالم في منتصف القرن الماضي بالديمقراطية والإنفتاح على مطالب شعبه الحقوقية وتوزيع فوائض العائدات النفطية على الكويتيين ، وهم اليوم يتابعون بقلق مايفعله النظام الحالي من انقلاب على كل ذلك في هذه البقعة المختلفة عن بقية الأقليم الخليجي وبالتأكيد أن ماحدث في أسكتلندا له دلالاته ورسائله لسلطة الحكم في الكويت.
بلا شك أنالأمريكان سينصتون إلى تقدير البريطانيين وتقييمهم لما يحدث في الكويت وإمكانية الإنفجار في تلك الدولة بعد الإجراءات القمعية وتحول طبيعة الساحة السياسية فيها بشكل دراماتيكي الى دولة بوليسية استبدادية.
وحتما أن الأنجليز وحلفاءهم الأمريكيين سيكونون منفتحين على مناقشة أي بدائل إذا أصبحت اسرة الحكم " الصباح" عبئا عليهم ولا مجال لإصلاح الوضع من العقلاء فيها والحمائم من أفرادها.