تعيش الساحة الكويتية حالة من الخذلان والنكران فكل ما أعتقده الكويتيون من تميز وشجاعة في جلب الحقوق ونصيبهم من الثروة ومعارضة الإستبداد والتفرد بالقرار كان وهماً لا أكثر وتبدد عند تكشيرة "العود"وعصاة فهد يوسف واوامر أمن الدولة والنيابة بالضبط والإحضار والحجز 21 يوما في السجن المركزي على ذمة التحقيق في أي بلاغ يقدمه وكيل ضابط في جهاز أمن الدولة.
الأمر المؤثر هي الحرب التي تشن على معيشة المواطن ورخاءه والتي بدأت بعد فترة وجيزة من العهد الحالي فتنصل "نمبر 1" عن وعده في خطاب القسم بتحسين معيشة المواطن ( زيادة الرواتب والمعاشات التقاعدية) وتم إلغاء التأمين الصحي للمتقاعدين وازالة البدلات من شهادة رواتب الموظفين ووقف توزيع القسائم الحكومية على المخطط وتجميد أي مراجعة لرواتب المبتعثين ورسوم من البلدية على مظلات منازل المواطنيين.. إلخ.
والحبل على الجرار في محاصرة المواطن في قوته ورزقه ولكن الأخطر هو إلغاء القانون رقم79لسنة1995 بشأن الرسوم والتكاليف وهو عمليا ما يعني فتح الباب لإدارات الدولة لتسعير خدماتها بسقف مفتوح بما سيشكل اعباءً كبيرة على المواطن والمقيم بجانب قانون المرور الجديد ومخالفاته الخيالية وزيادة رسوم التقاضي وكلها قوانين تتم في الظلام بدون نقاش مجتمعي او حتى اعلان بعد اجتماعات مجلس الوزراء ليتفاجيء الجميع بصدورها في الجريدة الرسمية!.
لا أحد يعرف من الذي اقترح الغاء القانون ومتى، ولكن للقانون 79 لسنة 1995 قصة طويلة وكان ضمن صفقة سميت في حينها ب" الباكيج" الذي تفاوض المرحوم حمد الجوعان مع المرحوم الشيخ سعد العبدالله عليه ضمن سلة تبادل مقابل الموافقة على قوانين اقرت خلال فترة حل مجلس الأمة 1986، وأصر عليه مجموعة من النواب أحمد السعدون وغنام الجمهور وشارع العجمي بصفته كان مقررا للجنة التشريعية.. ولاندري اذا كان السعدون سيخرج عن صمته ليدافع عن قانونه؟!.
بعد مفاوضات مطولة بين الجوعان والوزيران عبدالعزيز الدخيل وناصر الروضان وتعهد الشيخ سعد العبدالله بإحترام القانون أقر مقابل تمرير حزمة من مراسيم الحل وتعديلات طلبتها الحكومة على قانوني محاكمة الوزراء واستقلال القضاء وكانت صفقة سياسية مقبولة ومتوازنة.
اليوم تنقلب الحكومة على تعهداتها السابقة وتواصل نهج خطير ضد مستوى معيشة المواطن وكأن أحدهم يحمل " غل" سنوات في صدره ضده .. فماذا بقى في الكويت بعد غياب الحرية والديمقراطية وانسحاب مظاهر الرفاهية والرخاء فبعد أن أغلقوا أفواه الكويتيين يريدونهم أن يمدوا أيديهم للإستجداء.