منذ حكمت أسرة آل الصباح الكرام الكويت وعلى مر القرون والعقود الماضية لم تفقد الأسرة شعبيتها كما تفقدها اليوم.
أن تذبذب علاقة اسرة الصباح مع الشعب الكويتي كان يحكمها توازن قوى مابين الطرفين حيث كان في البدايات هناك طرفين اسرة الحكم وطبقة التجار ومن ثم مع تطور الوضع سواء المحلي أو الاقليمي نشأة قوى سياسية متأثرة بالظروف الاقليمية ومثلت توجه يساري لعب به التجار دور الممول له للضغط على اسرة الحكم إلى أن سيطرت الأسرة بحنكتها على الطرفين التجار والتيارات السياسية.
اليوم أسرة آل الصباح الحاكمة لا تواجه معارضة تجار ولا تيارات سياسية ولكنها تواجه معارضة ممن ليس هم بسياسيين ولا تجار نتيجة لسياسات اصبحت تتصادم مع الواقع الاجتماعي عبر تجريد الالاف من الجنسية وهذا ما جعل من شعبية الاسرة الحاكمة في ادنى درجات شعبيتها لانها فقد الزخم الشعبي التقليدي بالاضافة لخشية الطبقة التجارية من تفرد الاسرة للسيطرة على ثرواتهم أو سحب جزء منها وتجربة محمد بن سلمان لازالت تشكل هاجس للتجار.
السؤال هنا هل ستمضي أسرة آل الصباح في سياسة الأرض المحروقة؟
والسؤال الاخر هو هل مايعبر عنه بعض أفراد أسرة الحكم من معارضتهم لسياسة الأسرة هي معارضة حقيقة أم لذر الرماد في عيون البسطاء لكي لو لاقدر الله إنهار الوضع سيقولون نحن كنا نعارض ذلك ولا دخل لنا بما صحل وهذه اسمها سياسة مسك العصى من الوسط ولايمكن أن يتم قبول ذلك لان الجميع يعرف بأن السياسة تمثل مصالح وتدوس على كل القيم، لذلك لن يرحم التاريخ احد لا اسرة الحكم التي تدمر بذاتها بذاتها ولا من يعارضها من أبنائها ولا حتى من التجار ولا من تبقى من ماتسمى بالتيارات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني.