في 4 ابريل 1980 طرأت فكرة شيطانية لدى صدام حسين ترتكز على ترحيل مئات الألاف من العراقيين من أصول إيرانية أو من اعتبرهم هو كذلك تحت فكرة تشبه فكرة تنقية وتطهير الهوية الوطنية العراقية وتم زج الآلاف من العراقيين من كافة المدن ، بعضهم لم يكن من أصول إيرانية ، في باصات الشرطة العسكرية للجيش العراقي إلى الحدود الإيرانية حيث تم ابعادهم.
كانت تصادر من المرحلين كافة الوثائق الثبوتية وبصفة خاصة شهادة الجنسية العراقية ، ومن استطاع الهرب والبقاء في العراق تم وقف قييده في جميع الوزارات والهيئات الحكومية فلايستطيع انجاز أي معاملة إلا بالتزوير أو الرشوة وكان لا يحصل على وظيفة نظامية في الدولة وعانوا معاناة معيشية شديدة حتى سقوط صدام وبعضهم تقدم لبرنامج التعويضات من الأمم المتحدة الناتج عن حرب الخليج الثانية من ايران ودول المهجر المختلفة وقبلت مطالباتهم وصرف لهم تعويضات مجزية.
ما أشبه اليوم بالبارحة ففكر الأنظمة العربية مهما كان نوعها متشابه ومنسوخ ودائما هناك حاكم نسخة كامنة في الأنظمة العربية عن صدام حسين وبشار الأسد وعلي عبدالله صالح ومعمر القذافي، تعيد انتاج نفسها بين حين وآخر ،وزير الداخلية الكويتي فهد يوسف عندما يتحدث يذكرنا بأحدهم فهو يتحدث بشوفينية مقيتة عن الهوية الوطنية، والبلد ذات الورقة البيضاء، و"شليناهم "بالبصمة البيومترية، والإستيلاء على الحسابات البنكية والمنع من التصرف في العقارات ووقف المعاشات التقاعدية وهو مايعني الإستيلاء على الأقساط التي دفعها المؤمن عليه لدى مؤسسة التأمينات الإجتماعية دون تعويض ،و"اللي موعاجبه يمشي مايشوف شر" وتهديد المعارضين بتجريدهم من هويتهم الوطنية حتى لوكانت بصفة أصلية وأسلوبه الفج والوقح في المكالمة المسربة لهُ مع شخص في لندن ،كل ذلك ينبأ بأن لدينا ديكتاتور عربي تقليدي بمنصب حكومي سيادي يستطيع أن يفعل من خلاله مايشاء في مستقبل ومصير البشر.
هذه الممارسات سيكون مصيرها لامحالة الإنفجار والثورات وإن كانت شعوب دول الخليج العربي شعوب للأسف ضعيفة ومستكينة ولم يسبق لها أن قامت بثورات غيرت أي نظام سياسي فيها حتى الكويتيين عندما أتاح المجتمع الدولي لهم حرية تقرير مصيرهم بعد التحرير عادوا طوعاً دون أي ضمانات حقيقية من الدول الكبرى الى قبضة أسرة الصباح التي ضربت المتظاهرين السلميين في صباح يوم عيد الأضحى في 1990 في منطقة العديلية بالغاز المسيل للدموع والهراوات لمطالبتهم بحقوقهم الدستورية، ولكن لا يمكن أن تراهن هذه الأنظمة إلى الأبد على سكون ومهادنة تلك الشعوب لهم.