أشد ما يخشى في أي عمليه تغيير،أن ينقلب المشهد ويكون التغيير للاسواء بدلاً من أن يكون للافضل كما هو مرجو منه،،،
شهد ملف التجنيس في الكويت عبثاً لا مثيل له،والجميع كان متحمس حينها وحريص على إصلاح الوضع ومعاقبه القائمين على هذا العبث،وقد سعدنا بانه تم مؤخراً الحديث عن"الهويه الوطنيه"إلا أنه باسف شديد مانراه اليوم قلب الأمور رأساً على عقب!!!
فاليوم الحديث عن سحب جناسي الماده الثامنه لمن تحصلو عليها بصوره صحيحه،وهؤلاء المواطنون الصالحون أغلبهم هم أمهاتنا،وسيؤخدون بجريره من عبث وتلاعب،فبدلاً من الإصلاح يتم الهدم!!!
ليس هكذا تورد الأبل!!!
فمعظمنا اليوم قلق،والله عالم من ستسحب جنسيته في الغد،فعندما تصدر القرارات بين ليله وضحاها ويتم فيها سحب الجناسي وإلغائها بهذه الصوره،فالجميع بات قلق على نفسه وهويته بوطنه الكويت !!!
وكان الأصح"الغاء قرارات السحب عن الملفات المتكاملة النظيفة من اي تجاوز او اصدار مراسيم جديده بتجنيسهن...!"
عندما وضع دستور الكويت في 11 نوفمبر1962 أشار لهويه والده من سيتولى ولايه العهد ومن ثم الإماره"يشترط في ولي العهد أن يكون رشيداً عاقلاً وابناً شرعياً لأبوين مسلمين"
فكان هناك نقاشاً داخل المجلس التأسيسي بان يكون ولي العهد لابوين عربيين،إلا أن الوالد الأمير الشيخ سعد العبدالله إحتج حينها،لان سيحرم من ولايه العهد كل من والدته غير عربيه،فان كان الدستور حرص على هذه الجزئيه،فكيف نأتي اليوم ليتم سحب جناسي أمهات الكويتيين ممن تحصلو عليها باجراءات صحيحه ونجعلها معيار لمقياس الهويه الوطنيه،وهن أمهات السفراء والوزراء والحكام ومن تأسست على أكتافهم الكويت!!!
وكي لا يكون حديثي من باب النقد المجرد فساعرج قليلا لعرض التجربه السنغافوريه والتي تتشابه الى حد كبير مع الكويت،،،
سنغافوره دوله غنيه عن التعريف،وهناك شبه كبير بينها وبين الكويت من حيث الحجم وعدد السكان وتركيبته"فالسكان الأصليين هم المالييه وهم أقليه وبعدهم يأتي المهاجرين الحضارمه"اليمن"ثم الأغلبيه فيها المهاجرين الصينيين" وهي محاطه بقوتين أكبر منها بكثير وهما كل من ماليزيا واندونيسيا،وقد كنت من السفراء القلائل الذي حظيوا بلقاء الزعيم لي كوان يوه مؤسس سنغافوره حينها،وكنا حريصين على التعلم من التجربه السنغافوريه،والإستفاده منها،للتشابه الكبير مع الكويت،فسنغافوره عملاق إقتصادي وملاذ آمن للأموال الأندونيسيه والماليزيه،بسبب مركزها الأقتصادي المتقدم وقوانينها الصارمه التي توفر الأمن والإستقرار لهذه الأموال،وباتت بوابه يجمع الشرق والغرب،أما عن هويتهم الوطنيه فتمثلت ب:
-كان عدد الشعب السنغافوري عام2000 لا يتجاوز3.5 مليون نسمه واليوم تجاوز عددهم ال5.8 مليون نسمه،بمعدل نمو تجاوز ال80%،وكان السنغافوريين يؤكدون لنا أنهم بحاجه لزياده عدد سكانهم،وتطعيمه بالمهارات والكفاءات لتعزيز الوضع الديمغرافي للبلاد.
-حرصت سنغافوره على تعزيز الهويه السنغافوريه لشعب مختلف الديانات والأعراق،وقد نجحت في تحقيق الإندماج بين فئات المجتمع "integration "من خلال"التعليم-والتنشئه"حتى أنني وجدت الزعيم لي كوان غاضب حينها من تدني مستوى اللغه الانجليزيه وأعلن حاله الإستنفار في البلاد!!!
-سياسياً سنغافوره لديها برلمان الا أن الكثير يعزف عن الترشح لانه مضيعه للوقت والمال بالنسبه لهم،وهذا نتيجه النظام الصارم والفرص الإقتصاديه ذات المردود المادي الكبير.
-دبلوماسياً تلعب سنغافوره اليوم دوراً دبلوماسياً نشطاً في المنطقه،وهي قباله للمؤتمرات الدوليه،وللمصالحه في النزاعات الدوليه،فاول قمه جمعت بين الرئيسي الأميركي ترامب والكوري الجنوبي كيم جون أون عام2018 كانت في سنغافوره.
التجربه السنغافوريه نجحت بكل المقاييس إجتماعياً وسياسياً وإقتصاديا ودبلوماسياً،فالزياده بعدد شعبها تحقق والاندماج نجح والنمو الاقتصادي بات ينافس الدول الكبرى،،،
إن مقومات الهويه الوطنيه الصحيحه لايمكن النظر لها من منظور عاطفي تغلب عليه العنصريه وإلا عدنا لمقوله"كيفي كويتي،،،"إنما بالتجرد من العاطفه وتغليب العقل والمصالح العليا للبلاد،،،
نعم لقد فشلنا بتطبيق القانون وإستشرى الفساد،وفشلنا بتحقيق الإندماج"integration" بين فئات الشعب،وعلينا اليوم أن نتجرد من عنصريه ماقط بنت أوطان بقدر ماهدمتها،ونلم الشمل لا نشتته،وننظر للمستقبل لا نقف عند أعتاب الماضي،ونفكر بالعقل وحسن التدبير وبعد النظر والتشاور مع أهل الرأي ورجالات الدوله الموثوقين،فاليد الواحده لا تصفق،فالقوى الخارجيه تتربص بنا،وتنتظر اللحظه التي يتفتت فيها مجتمعنا من الداخل،وتتزعزع فيه الروح الوطنيه،فهي اليوم شامته بما يحدث في الكويت،وغداً ستكون الكويت أبرز أهدافهم للإنقضاض عليها،فالله الله بجبهتنا الداخليه،فهي درعنا الواقي بعد الله سبحانه وتعالى وهي التي طالما عجزت هذه القوى طيله العقود والقرون الماضيه عن التغلغل بها وتفتيتها،فلا نفتتها اليوم بايدينا،،،
وليحفظ الله الكويت وشعبها وقيادتها
من كل مكروووووه