عندما عاند الملك الشعب
خسرت العائلة المالكة البريطانية العرش 31 عاما هذه الملكية العريقة والتي تعتبر اقدم الاسر الملكية في العالم حتى اليوم حيث تحكم منذ 1100م وذلك عندما انقلب الملك هنري الثامن 1534 على المكتسبات الشعبية والحريات التي تسمى ماجنا كارتا والتي تتنازل فيها الأسرة المالكة ممثلة بالملك عن بعض صلاحياتها للبرلمان ممثل الشعب هذه الوثيقة التي دشنها الملك بعد المظاهرات واقر فيها الحقوق الدستورية الملك جون لاكلاند في 1215.
هنري الثامن الذي نصب نفسه قائداً روحيا(ولي الأمر) حكم بالاستبداد والذي تبعه 6 حكام على نهجه حتى انفجر الشعب وحدثت الثورة الأهلية بقيادة أوليفر كرومويل في1658 وقتل الملك وسقطت الملكية واستمر سقوطها حتى عام 1689 حين تعهدت الاسرة المالكة ممثلة بالملك ريتشارد بالتنازل شبه الكامل عن الحكم والبقاء كمّلك يملك ولا يحكم إلا من ثلاث مهام أبرزها تعيين الحكومة التي يقرها البرلمان وان يستشار في التشريعات وإبداء وجهة نظره وحل البرلمان بطلب الحكومة والتي لم تتقدم بهذا الطلب الا نادراً.
وصانت الملكية عهودها مع الشعب واصبحت بريطانيا العظمى التي لا تغيب عنها الشمس واحتلت في عهد من العهود ثلث الكرة الأرضية ولا يخفى وضع بريطانيا اليوم كقوة عظمى واقتصاد من الخمسة الكبار في العالم نتيجة الاستقرار السياسي وتداول السلطة وهو الأمر الحتمي للتنمية والتطور والازدهار.والاسرة المالكة استمرّت على التاج البريطاني وستسمر الى مالا نهاية.
لا يخفى على الكثيرين إشاعة رئيس الوزراء احمد العبدالله عن مؤامرة الانقلاب على السلطة من قبل احمد النواف والمخطط الذي سيطيح بالشيخ مشعل وكيف نجح بسجن الشيخ بهذه المؤامرة المزعومة حتي أوغر صدره ضد افضل حكومة وايضا ضد الشعب عبر اجراءات حل المجلس بصورة غير دستورية وهو الذي تعهد في2022 بعدم المساس بالدستور وانه في حرز مكنون وواصل الأمير اجراءات القمع عبر حكومته وزرع الرعب والخوف والهلع والتنكيل بالنشطاء السياسيين والتهديد بامن الدولة والتهديد بسحب الجنسية وسحبها في حالات ايضا وهذه الوثيقة الخطرة التي أصبحت اداة انتقام وتعنصر وتخوين ووصمة عار في جبين الحكومة وعهد الشيخ مشعل بل تمادى الأمر والطغيان الى سحب الجنسبة من الأرامل والمطلقات وزوجات الكويتيين وأمهاتهم بدواعي واهية لا يقبلها عقل ويقرها عاقل ذو مروءة مثل سحب الجنسية من كل من تجنس وفق المادة الثامنة والتي لم يثبت عليها التزوير وتجارة الاقامات والعهر وغيرها تتظلم ويمكن ان ترجع جنسيتها ويشهد الله انها الحكومة الاغبى في العالم منذ وجدت حكومة على الارض لم يقم بذلك حتى قراقوش.
ولو افترضنا صحة المؤامرة المزعومة التي لم ولن تنجح قبل سبعة شهور للحب الكبير للأسرة والولاء للشرعية ولكنها اليوم بافضل الاجواء المهيأة بل لا نخفي سرا ان هناك من يدعو بان يتم انهاء هذا العهد بيد ابناء الاسرة حفاظا على الكويت واستقلالها واستقرارها بعد ان بثتت هذه التفرقة والعنصرية وهدمت الاسر ولاحقت ولفقت قضايا للسياسيين وبثت الرعب والهلع وتشظى المجتمع وترك الاهبل والسفيه والذباب الإلكتروني يتناولون اعراض بنات وأمهات الكويتيين فلم تعد حرب على مزوري الجنسبة بل حرب على اهل الكويت،أليست هي المثالية للانقلاب على الحكم الذي روج له احمد وساعده الاحمق فلا زال الشعب يكن الولاء للأسرة ولم يبق إلا القليل حتى يلفظ الاسرة برمتها للاسف ان لم تعاجل الامر وتعالجه وتوقف هذا العبث.
والأمير لا يعلم ان دوره انتهى وسيتم التخلص منه بعد ان نفذوا مآربهم وطمسوا فسادهم وغسيل أموالهم.
لقد انقلبت الاسرة مرارا وتكرارا على الشعب والدستور وتراعي العهود منذ 1962 وحتى مؤتمر جدة 1990 والذي سامح الشعب الاسرة على اضاعة البلد وتقبلهم ورقص برجوعهم حكام وهاهم ينقضون عهدهم في كل مرة،وللصبر حدود ورغم احترام الشعب للدستور ولكن يبدو ان السلطة لا تحترم الدستور وتضرب بالشعب وأطيافه واستقراره وتدخله بنفق مظلم لا يعلم إلا الله كيف ستعالج الكوارث التي يوقعون انفسهم والشعب فيها ونحن امام طامة كبرى في سحب الجنسية ادارية ومالية وقانونية تحتاج جهابذة العالم لحل إشكالاتها ناهيك عن الآثار النفسية والاجتماعية وهناك امر لا يبدو ان متخذ القرار يدركه فكل ضابط وقاضي وسفير ووكيل نيابة معرض لإنهاء خدمته لان اصل تعيينهم ان يكونوا لأب وام كويتيي الجنسية فماذا نحن فاعلون.
ليست دعوة للتحريض ولكنها دعوة صادقة من القلب ان تعود الامور كما كانت قبل كل هذا العبث في 10/5/2024 اليوم الذي سيتذكره اهل الكويت انه اليوم الأسود ،الذي تأخر اهل الكويت بردعه والذود عن مكتسباتهم وحقوقهم الدستورية،ورسالة إلى الامير لا تفرض وصايتك على الشعب وشاركهم وشاورهم بالأمر ولا تستبد وتذكر ان من قال ما أريكم إلا ما ارى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد غرق وأغرق اهله وانهى ملكه.