مابين سيول ودمشق مشهدان مليئان بالدروس والعبر فهناك رئيس يتوهم بإستخدام سلطاته لوئد الدستور والديموقراطية ولكن شعبه ردعه خلال ساعات ، وفي الشام طاغية مجرم أسقطه شعبه رغم طول النضال وعناء وكوارث سنواته المديدة.
ولكن الطغاة وأصحاب الفكر الإستبدادي والمستصغرين لشعوبهم والمرضى بعظمة قدراتهم لا يستوعبون الدروس ولا يتعظون ، ويرددون " نحن غير" شعوبنا مدجنة ورزقها ولقمة عيشها بيدنا وتجويعهم بمشيئتنا وعصانا الأمنية الغليظة مسلطة على ظهورهم وزنزاناتنا معدة لتكبيلهم لسنوات.
لا يتعلمون أن أقبية تعذيب عائلة الأسد وكباساتها للأجساد وغرف الملح التي تذوب الجثث ومجرمي إغتصاب السوريات لم تمنع سقوط ذلك النظام ولم تردع الشعب السوري العظيم من اطلاق شرارة ثورته العظيمة التي أبهرت العالم.
وهنا في الخليج العربي طبائع الإستبداد تتمدد، وأطفئت منذ مايو الماضي بصيص ضوء الحرية المتواضع الذي كان يلمع ويخفو في أم الثلاث أسوار منذ ستة عقود حتى حجب تماما وسادت العتمة وعاث عشاق الظلام وزوار الفجر في الديرة ظلما واعتقالات وقطع للإرزاق وحجز الحرائر وتمزيق الأسر والظلم والتهديد بالهوية الوطنية وملاحقة المهجرين من السياسيين والناشطين وترويعهم بالبطش بأهاليهم في الكويت وتكبيلهم بهواجس قضايا أمن الدولة وكل صنوف الترهيب والوعيد … ومآسي مايقارب من ٢٥ الف مواطن كويتي فقدت أمهاتهم جنسياتهن.
الدروس والعبر بين سيئول ودمشق صادمة وواضحة ولكن " ربعنا" لا يتعظون من سقوط الحكام وزبانيتهم من ضباط استخبارات وأمن دولة وهروبهم واختباءهم من المساءلة والعقاب المستحق بما اقترفته ايدهم من جرائم بحق شعوبهم… فتعظوا رحمكم الله قبل أن يأتي يوما لا ينفع فيه الندم.