كان لافتا غياب دولة الكويت عن إجتماع العقبة الذي بحث التغييرات في دمشق ومستقبل سوريا بعد سقوط نظام آل الأسد بينما حضرتها دول لا تضاهي قدرات الكويت الإقتصادية والموقع الجغرافي وهو ما ينبأ عن انكفاء وفشل السياسة الخارجية وخطر ذلك على الأمن الوطني الكويتي.
البعض سيقول ومالنا بسوريا و"المعمعة" في المنطقة وهي وجهة نظر تنم عن جهل وقصر نظر فسوريا لعبت دورا مهما في حرب تحرير الكويت ١٩٩١ بغض النظر عن من كان يحكمها في حينه ، ومنعت نظام صدام حسين في ذلك الوقت من أن يكون لهُ ظهيرُ يسانده أو يعمل على فقدان قرار الجامعة العربية بتحرير الكويت لشرعيته
الغريب أن مملكة البحرين مع احترامنا لها وهي قاعدة بحرية أمريكية ومحطة سعودية لا أكثر تحضر اجتماع العقبة بينما الكويت بقدراتها المالية المميزة وصناديقها التنموية المؤثرة تنكفئ على نفسها وتغيب وأي باحث مبتدىء يعلم أهمية ماسيحدث في سوريا، وأنه سيؤثر بشكل مباشر على العراق والسعودية وهما عاملان أساسيان في الأمن الوطني الكويتي ، بينما ربما سيشير البعض إلى أن سلطنة عمان غابت أيضا عن الأجتماع وهو لا يمكن أن يكون مبررا للكويت كون مسقط لديها نهج انعزالي وانتقائي في قضايا المنطقة والعالم العربي ولايوجد لديها تحديات وجودية كما الكويت.
أمير الكويت مشعل الأحمد عند توليه الحكم قام بجولة عاجلة على دول الخليج العربي والدول الأقليمية الكبيرة استثنى منها الجمهورية الإيرانية، وصفها المطلعون بأنها لم تحمل أي مضامين سياسية وكانت تركز على الجوانب الأمنية وتأكيد على شرعية خارجية تجاه ماينوي فعله من تغيير في شكل الحكم الدستوري الديموقراطي الحُر في بلاده.
وعلى الجانب الحكومي فأن رئيس حكومته الشيخ أحمد العبدالله لا دور مؤثر لهُ في الملفات الداخلية والخارجية على حد سواء ويقوم نائبه الوزير الجدلي فهد اليوسف الذي يحمل حقيبتي الدفاع والداخلية بإدارة المشهد الداخلي دون اكتراث بالسياسة الخارجية التي يتولى حقيبتها موظف كبير برتبة وزير في ما يكتفي ولي العهد صباح الخالد ذو الخبرات الكبيرة في السياسة الخارجية والذي يتقن عدة لغات بدور بروتوكولي دون تدخل جدي في السياسة الخارجية.
كل مايحدث في الكويت محوره الأمن وضبط الساحة الكويتية وتحييد أي معارض أو مطالب بالحقوق الدستورية والحريات وغير ذلك غير مهم، فأهم الزيارات الرسمية في الكويت حاليا هي التي يقوم بها الوزير فهد اليوسف لتبادل الأفكار والإجراءات الأمنية مع دول سجلها سيء في حقوق الإنسان والديموقراطية وتمكنت من محاصرة وإسكات معارضيها.
حالة الكويت على صعيد العلاقات الخارجية وخبراتها التي راكمتها قبل غزو ١٩٩٠ وبعد التحرير تبددت وأصبحت غائبة عن المشهدين العربي والإقليمي رغم حاجتها الشديدة لنسج علاقات مؤثرة وناجحة لحماية نفسها في مثلثها الجغرافي الخطر ولا يكفي وجود قواعد أمريكية أو اتفاقيات دفاع مشترك مع دول كبرى لضمان ذلك