الأسر الحاكمة وتعديل سلوك حكّامها
دايم الناس تشوف إن الحاكم عنده سلطة مطلقة، يسوي اللي يبي وما حد يقدر يوقفه. بس الحقيقة غير جذي. الأسر الحاكمة، خصوصًا بالخليج والعالم العربي،"وفي جزيرة سيشل تحديدا " ما تترك الأمور كلها بيد شخص واحد، لأن بالنهاية الحكم مو ورقة شخصية، الحكم هو كيان كامل لازم يستمر ويعيش.
شوف مثلاً في قطر سنة 95، يوم الشيخ حمد عزل أبوه الشيخ خليفة. وايد ناس استغربوا: شلون ولد يشيل أبوه؟ بس إذا نبي نفهمها بعمق، نلقى إن العايلة بكبرها كانت تبي تغيير، وكانت تشوف إن البلد محتاج قيادة بروح يديدة، ورؤية تمشي مع العصر. فاللي صار ما كان بس خلاف بين أب وولد، كان قرار داخلي من العايلة إن الوضع لازم يتغير.
وبالسعودية قبل، يوم خلعوا الملك سعود سنة 64. سعود صحيح إنه كان ابن الملك عبدالعزيز الكبير، بس إخوانه من آل سعود شافوا إن طريقة إدارته للبلد قاعد تضر، خصوصًا مع المشاكل المالية والسياسية. فتكاتفوا الكبار بالعائلة، ومعاهم العلماء، وقالوا: “وقف، لازم فيصل يستلم”. وبالفعل قدروا يشيلونه ويحطون فيصل مكانه.
حتى بعُمان، السلطان سعيد بن تيمور كان حاكم شديد ومنغلق، وعايلته ومعاهم قوى ثانية حسّوا إن البلد واقفة وما تتطور. فاستلم السلطان قابوس الحكم، وفتح صفحة يديدة للتنمية والانفتاح.
الفكرة إن العايلة الحاكمة دايم تحافظ على نفسها قبل كل شي. يعني إذا رأس الحكم مشى بخط غلط، يوقفونه بطريقة أو بأخرى، مرة بنصيحة، مرة بضغط داخلي، ومرة – إذا ما نفع – بعزله. لأن الحكم بالنهاية مو ملك شخص، هو أمانة وكيان كامل اسمه “البلد” ولازم يستمر.
فاللي نفهمه إن الحاكم مهما كان قوي، ترى وراه عايلة كبيرة تراقب وتضبط الأمور، وتحدد له الخط الأحمر. واللي يخلي هالأنظمة تعيش سنين طويلة مو قوة الفرد ، لكن حكمة الجماعة اللي وراه.
لكن في جزيرتنا المحترمه مع الاسف نشوف ابناء الاسره يغردون خارج السرب ، ولا كأن الامر يعنيهم ،
ولكن حتما ستبكون على وطن لم تحافظو عليه كالرجال،
انتم وحدكم من يتحمل المسؤولية ومن سيتحمل النتائج.
دمتم بخير،
مواطن في الجزيره