نهج مطاردة المواطنيين وتصعيب أمورهم وتعقيد حياتهم وإطالت انجاز معاملاتهم وارعابهم بالقضايا الأمنية وسحب هويتهم الوطنية والتشكيك في نزاهة كل مواطن تجاه استحقاقاته المالية مازال هو طابع عهد العزم والحزم وحكومة أحمد العبدالله بنجم الشباك الأوحد ووحش الشاشة فهد اليوسف.
على هذا النهج لم يسلم أحد حتى الفئات المستضعفة ، منذ ايام أعلنت مديرة هيئة ذوي الإعاقة بالتكليف وفاء المحنا عن البدأ بمراجعة كافة ملفات المعاقين للكشف عن المزورين ، فالبلد أصبحت في " مهرجان الكشف عن المزورين" فلماذا لا تنضم هي أيضا لهُ؟!.
علما بأن سلفها د. شفيقة العوضي ونائبتها د. نادية أبل صاحبة باب المكتب الحديدي الذي لا يفتح إلا بأرقام سرية، كانتا أعلنتا منذ فترة وجيزة عن مراجعة كافة ملفات المعاقين وغربلتها.
ونتج عن قرار العوضي وأبل استدعاء مايقارب من 60ألف معاق وأسرهم لتقديم مستندات جديدة وايقاع الكشف مجددا على حالات معظمها اعاقة دائمة ( عقلية وحركية) وغير قابلة للشفاء ، وأصطف الألاف في شارع بيروت مقابل مقر الهيئة منذ الفجر في البرد القارس في الشتاء واللواهيب والشمس الحارقة في الصيف دون وجود استراحات للحصول على رقم للدخول إلى قاعة المعاملات دون طائل واستمرت عملية الإذلال لمدة شهور لتنتهي بوجود 34 ملف من أصل 60 ألف تم احالتها للقضاء ولم يدن منها سوى عدد بسيط يعد على الأصابع حسب مانشر في الصحف سابقاً.
وفي الإسكان تتوعد رئيسة فريق اسكان المرأة بيبي اليوسف المطلقات والأرامل بالتفتيش الدوري على البيوت المؤجرة لهن من مؤسسة الرعاية السكنية وتهددهن بالويل والثبور إذا لم تجدهن في الوحدة المؤجرة ولذلك يجب أن لا تغادر أي منهن مسكنها لأن إن حضرت فرق تفتيش بيبي ولم تجدهن ستكونن في خبر كان كما يتوعد قريبها وزير الداخلية فهد اليوسف أرملة او طليقة او زوجة الكويتي الأجنبية بوقف مساعداتها وامتيازاتها المالية إن لم تكن مقيمة في الكويت.!
ماهذا الزمن الذي يطارد فيه الكويتي في كل مكان بكاميرات مرورية وبصمة بيومترية غيابها يشل المواطن ويجمد حقوقه المالية كما يردد وحش الشاشة وابوكلبشة، ويقيد فيه حق التقاضي بشهادات جنسية وبيومترية ويلاحق به كل الكويتيين كمشتبه فيهم بشبهة التزوير في ملف ما، وتهان فيه أمهات وزوجات الكويتيين والكويتيات، وتحجز فيه النساء في أمن الدولة بسبب رأي سياسي ويتم فيه مراجعة البدلات والمكافآت المالية وتلغى الرعاية الصحية عن المتقاعدين ( عافية) ويههد فيه المقيم في الخارج لأي سبب بسحب جنسيته.
وضمن مهرجان التزوير الذي تعيشه الكويت ولإطراب صاحب العزم والحزم يتزلف القياديين بإعلان التدقيق لكشف المزورين حتى إن كان ذلك " هجس" حسب قول الأخوة المصريين وفيه عذابات لفئات مستضعفة في المجتمع .
المصيبة أن كل ذلك يحدث تجاه " الضعوف" أما من عبث في المناقصات وكسر الشوارع ويبني مطار ومصفاة في ضعف زمن المقاولات لا شيء عليهم ، ويتم اعطاءهم مقاولات جديدة لتصليح الشوارع بمئات الملايين ويتم تقليم أظافر ديوان المحاسبة وتحجيم دوره حتى لا يوقف مشاريعهم المقبلة ، لكن 50 دينار تفلت بالخطأ لمعاق فهي كارثة ووجود مطلقة أو أرملة في زيارة لأهلها خارج البلاد عند حضور بيبي اليوسف لمنزلها المؤجر لها من الدولة فهو تسييب وتضيع لمقدرات الدولة وإنقاص لإحتياطياتها الإستراتيجية.!
رغم اختلافنا مع شكل الحكم واسلوبه في المملكة العربية السعودية لكن نهج العزم والحزم بدأ فيها بالكبار وممن استفادوا وأثروا فيها بالمليارات عبر فندق " الريتز" ومحاسبتهم واسترجاع الأموال المنهوبة للدولة وهذا عكس مايحدث في الكويت والذي تتجه دائما بوصلة الحزم فيها إلى الضعيف بسحب جناسي نساء ووقف بدلات موظفين وتجميد حسابات وملاحقات أمنية للأراء السياسية والمطالبات الدستورية الديموقراطية… وهو ما يؤكد مقولة أحدهم:
" ما أطولك يا ليل الكويت".