واضح ان رئيس الوزراء غير موجود فعليا فلا أثر حقيقي له ،فاما هو مبتعد لأسباب شخصية او ابتعاده لأسباب تتعلق بالكفاءة ،وايا كان السبب فوجوده لا يخدم الادارة الحكومية الفاشلة الحالية.من الناحية النظرية هو الوحيد في الحكومة الذي يملك تاريخ سياسي (فاشل في اغلبه) وعلى الاقل خبره.لكن يبقى ابتعاده يثير تساؤلات كثيرة أهمها لماذا يتم الإبقاء عليه رغم ان عمله الفعلي للسنة الفائتة لم يتجاوز اسبوعين كحد اقصى ،لماذا لا يتم استبداله خصوصا ان معادلة الحكم قد استبدلت مع فرع جديد في منظومة الحكم بعد دخول فرع الحمد من ذرية مبارك فتوازن السالم والجابر قد تغير فعليا ولم يعد هناك ثنائية اقطاب خصوصا بعد الرجل القوي في الاسرة عبدالله الاحمد الذي قضى في 2023.التساؤلات لا يمكن الإجابة عليها منطقيا لان المنطق يضيع ولا اعتبارات يمكن استنتاجها والاستدلال على اثرها وقد تكون الرغبة في الاستقرار مع ان الكويت لم تشهد عهد مضطرب وكئيب وغير مطمئن كما تشهده هذه الايام ،وقد يكون الوضع الإقليمي ونحن في أسوء حقبة مرت على السياسة الخارجية بوجود اليحيا والجابر مع وضع إقليمي ملتهب سواء من ناحية العراق وقضية خور عبدالله التي تتسارع وتكبر كرة اللهيب فيها وصلت امس لحد التظاهر امام القنصلية في البصرة القريبة وتأجيج المليشيات ومع ايران التي تريد مخرج بعد تكسر اذرعها في الإقليم ولابد من وجود حدث يشغل الولايات المتحدة بنفسها كما حدث مع بشار إبان احداث اغتيال الحريري فاستعانت بالزرقاوي والقاعدة وتأسيس داعش ونجحت وهو بلا شك مخطط إيراني لسوريا،وما مفاوضات عراقجي وستيف ويتكوف إلا شراء وقت لايران لإيجاد بدائل ولا نستبعد ان نكون نحن احد الخيارات خصوصا مع ما لدينا من انعدام أفق وانهيار للحمة الوطنية والاستقرار السياسي.لا نقول ان وجود رئيس وزراء على رأس الحكومة سيغير المعادلة بعد استئثار السلطة بالقرار لان الكل يعلم ان الحكومات لا تتغير بل تتغير الوجوه ،ولكن على الاقل شخصية سياسية تضمن الحد الادنى اما للاستقرار السياسي او ادراك المخاطر الخارجية..رسالة لن تصل لاي عاقل من متخذي القرار إلا بأسلوب التأطير والتخوين والتفسير الامني للاسف ولكن اللهم اني بلغت فاللهم فاشهد