ليس امام الشعب الكويتي سوى أن يبتهل إلى الله ليزيل عنه غمة ما يواجهونه من تسلط لم يعد بالامكان تجاوزه.
الشعب الكويتي ليس فئران تجارب اكل حاكم يحكمه يقرر له ما له وما يجب ان يكون عليه، فقد مر الشعب الكويتي بالعديد من المحن التي حددتها ليس الاسس الدستورية وإنما الوقائع بدأً من المرحوم عبدالله السالم الذي يسميه الشعب الكويتي ابو الدستور متجاوزين ومترفعين عن ما كان عليه موقفه من مجلس عام 1938 الذي كان يترأسه وقد رأي بام عينه كيف هجر ممثلي الامة وكيف تم اعدام بعضهم بساحة الصفاة والتزم الصمت إلى ان تبوء السلطة في عام 1951 وصمت عن دعم الشعب إلى ان جاءت لحظة تاريخية لم يتردد حينها بقوله "عطوهم اللي يبون" بعد ما اشتد عود الشعب وقويت شوكته وكان دستور عام 1962 وما ان توفاه الله حتى تم تزوير إرادة الشعب في مجلس 1967 في عهد صباح السالم وان تعليق الدستور في عام 1976 إلى ان فرضت الحرب الخليج الاولى ظلالها ولكي لا تتحمل اسرة الصباح وزر ذلك ارجعت العمل بدستور 1962 ليس حبا في الدستور أو نزولا عند رغبة الشعب وجرت انتخابات عام 1981 بعد تفتيت الدوائر لكي يسهل على اسرة الحكم السيطرة على مخرجات الانتخابات ناهيكم عن دعمهم غير المباشر للطائفية في وقت حرج جدا ولكن اسرة الحكم لم تتحمل الممارسة الديمقراطية ولا لقت الدستور ومجلس الامة في عام 1986 ليأتي الغزو العراقي ولم تجد اسرة الحكم من بد غير تجميع ممثلي الشعب في مؤتمر جدة الذي تعهدت به الاسرة بالالتزام في دستور عام 1962 ورغم ذلك لم تعود الحياة البرلمانية إلا في عام 1993 وكان أورد مؤشر إلى عدم تنفيذ اسرة الحكم بتعهدها ولن اتحدث عن ماجرى خلال العشرين عاما التي تلت ذلك إلى أن وصلنا لحكم الشيخ مشعل الاحمد اخر ابناء احمد الجابر الذي لم يمر بتاريخ الكويت حاكم صنف شعبه طبقات اصيل وغير اصيل وشرع بسحب كل ما يمت للشعب بصلة من عيش كريم وهذا الامر لايصدر من حاكم عاقل غير انه يشعر بنقص الاصالة التي وثقها حاكم الشارقة باصل اسرة الحكم من عرب فارس (الاهواز)
الخلاصة واضح بأن الشعور بالدونية سيطرة على مشعل الاحمد وما كان منه غير الاستفراد بالسلطة وضرب النسيج الاجتماعي بشكل يعد جريمة إنسانية جردت اكثر من ستين الف مواطن من هويتهم الوطنية، ماذكرته ليس هجوم على مشعل الاحمد بقدر ماهي حقيقة اسطرها للشعب الكويتي لكي ينتبه لعقلية لم تعد قادرة على تحمل رؤية الشعب يمارس حقه وفق الدستور وآن اوان أن يقدر عقلاء اسرة الحكم الوضع وخطورته التي يشكلها مشعل على امن واستقرار منظومة الحكم لإنقاذ الاسرة من المأزق الذي وضعها به حاكم تملكة غرور السلطة دون تقدير ولا استقرار حكم اسرة تعاقدت مع امة على دستور ولن اتحدث عن ضربة تعهد اخوته بمؤتمر جدة.