شعب الله المختار و الجنسية المقدسة
بقلم أبو عبدالله X
الوطنية من المواضيع الحساسة في البلدان العربية و يتم التعامل معها بلا موازين ولا عقل ، من المبالغة العربية ان يوصف الحاكم بأنه هو الوطن و الانتماء يجب أن يكون له و له وحده، و للأسف طغى على الكويت هذا المرض العقلي و القلبي منذ الانقلاب على الدستور ، و انتهاج العهد الجديد نهج التمييز العنصري و محارق النازية بدعوى تطهير البلد من الشوائب !!!!!
انطلق الكثير من كلاب الاثر فرحاً بهذا الإعلان، فكانت اسباب فرحهم اما عقدة نقص أو طماعاً بتقليص نفاقات الدولة و بالتالي ارتفاع نصيبه من ثروات الكويت و الاقل منزلة بينهم كلاب تظن بأن لعقها للأقدام سوف يرفع من منزلتها المنحطة.
ولكن يبقى الجدل الغير منطقي وهو نزع الجنسية ممن اكتسبها بعد سنوات طويلة و لم يشفع لها تاريخها و أعمالها، فأعلن العهد الجديد أن أي ولاء قدم لغيره ، فهو مرفوض و مردود.
يتمسك العهد الجديد بنظرية "أهل الكويت الأصليين " والتي حددها قانون الجنسية "هم المتواجدين قبل سنة 1920 ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ماهي الكويت المقصودة هنا ؟؟ هل هي كويت السور أم يشمل حدودها البرية قبل اتفاقية العقير سنة 1922 ؟
فلو كانت الكويت السور و هذا يعني كل اهل الجهراء و الفنطاس وحتى جزيرة فيلكا ليسوا من اهل الكويت، و اما إذا كان المقصود حدود نفوذ حاكمها قبل اتفاقية العقير فإنها تمد غربا إلى حفر الباطن و باتجاه الشرق مرور باللصافة و النعيرية حتى الساحل لمنطقة راس الزور الجنوبي.
فهل سيطالب هولاء العنصريين عودة ابناء الوطن الذين كانوا مستقرين في تلك المناطق ليعودوا للوطن الام بعد انفصال دام اكثر من مئة عام ؟ وهل سيقبل هولاء العنصريون عودة مابين مليون ونصف إلى مليونين ليكونوا بدلاء عن 800 الف مزور بدوي حسب نظرهم .
ان السبب الحقيقي لهذا الكره هو ما تفسره " نظريه الاستحقاق " فهولاء العنصريين يرون ان الثروة النفطية و خراجها يجب ان يقسم على عدد اقل من الناس و اما بقية الشعب فيجب ان يعيش في فقر و ضنك عيش، هم يعتقدون انهم صفوة الخلق و انهم شعب الله المختار، يجب ان يعمل الكل لديهم و ان يمتلكون كل شي ولا يحاسبون على شي.
يهوّل هؤلاء العنصريين من قداسة الجنسية الكويت باعتبار انها الأسمى في العالم و عداها جناسي يندى لها الجبين، ولكنهم يتناسون ان الكويت من اصغر البلدان مساحة ( تريـبـها 175 من أصل 194 دولة) و عدد سكانها قليل فهي في المرتبة ( 170 ولكن لو طبقنا نظرية العنصريين بأن كل البدو لا ينتمون للبلد فهذا سوف يخسف بترتيبها إلى 190) , فتخيل عزيزي القارئ كم سيطمع بها من دول الجوار و بل حتى من الجاليات التي تفوق عدد " الأصليين " بثلاث أضعاف، ماذا لو قامت هذه الجاليات مستغلة الظروف المثالية لإحداث فوضى ، فهل سيطلب من البدو الوقوف مع الأصليين ام كل واحد يبدر حاله؟؟؟؟؟
العنصرية خطر على البلد و كيانه و بقائه، إذا لم تدارك الأمور فلا تظنون السفارات التي في البلاد لا تسمع ولا ترى ، بل انهم متربصون و ينتظرون الساعة المناسبة.
لا وجود لشعب الله المختار و الجنسية المقدسة سوى في القلوب المريضة النتنة.