حزب العنصرية ؟!
في الكويت اليوم لم يعد الخطر فقط في فساد أو عجز الحكومة بل في ثقافة خبيثة زرعوها بين الناس اعتمدت على الهدم و الاستباحة وتقسيم الشعب إلى أصلي ومُجنس مزورين ومزدوجين اصيل وطارئ .
مشهد الثنائية الذي كان خلف الستار بالتعاون مع بعض النخب اصبح علنيا اليوم عبر نهج فئوي وعنصري يومي تحت شعار حماية الهوية الوطنية .
نهج بات معه معيار الولاء والاستحقاق مرتبط بمادة الجنسية التي يحملها المواطن في اشارة الى انتقاص من المتجنسين الذي هم وفق عنصريتهم سبب كل ماتعانية الكويت من فساد وتأخر تنموي .
نهج اكثر فئوية وعنصرية برعاية اطراف فاعلة بالسلطة تدعم استباحة سمعة الناس و الطعن في وطنيتهم والتقليل من ولاءهم .
نهج هدفه إسكات كل صوت معارض لسياسات الحكومة التنفيذية أو حتى لتصفية بعض حسابات سياسية قديمة .
اليوم من يدير المشهد ذو نفس وضيعة لايكتفي بالتقسيم بل استمرأ تفتيت المجتمع بالإيعاز لادواته بالخوض في اعراض الناس دون رادع او خوف .
اطراف لم يكونوا يوماً بعيدين عن هذا المستنقع بل استخدموه دائما عبر رعاية إعلام مأجور يُقسّم الناس بين "أصيل" و"طارئ".
النتيجة مجتمع منخور منقسم مشغول في ترديد اكاذيب حماية الهوية الوطنية التي تشغل الشعب فيما المستفيدون مستمرون في نهب ثروة البلد .
كفى عبثاً .. و كفى مزايدات رخيصة باسم "الأصلي" و"المُجنس" الكويتي كويتي والكرامة لا تتجزّأ ومن يُصرّ على تقسيم الناس فهو خائن للوطن شريك في هدمه مُستفيد من الخراب .
الوطن لا يُبنى على تقسيم مكوناته ولا يمكن لدولة صغيرة مثل الكويت ان تصمد وهي تُغذي الكراهية والتفرقة بين أبنائها وما يحدث اليوم ليس مجرد خطاب عابر بل عملية هدم ممنهجة تجعل البلد ضعيف مكشوف لمن يضمر السوء له .
بقلم ..
بوصباح