صمت الحملان !!
يقولون إن الصمت حكمة وأحيانًا نجاة، لكن ما يحدث اليوم في الكويت يثبت أن الصمت لم يعد حكمة ولا نجاة، بل صار مشاركة في الظلم وغطاءً يُمكّن المستبد من التحكم بمصير البلد على هواه.
رائدة الديمقراطية في الخليج، صارت اليوم مجرد صورة مشوهة، الدستور مُعلّق ومجلس الأمة يُحلّ ويطارد نوابه بالملاحقات الامنية والاحكام القضائية الجائرة، فالقرار بات في يد شخص واحد يأمر ويقرر بينما بقية المؤسسات والأفراد بلا صوت ولا قيمة.
المواطن الذي كان يُفترض أن يكون شريكًا في الوطن، صار غريبًا فيه يخاف أن يتحدث عن أبسط حقوقه ، اصبح يُطلب منه فقط أن يسمع ويطيع حتى إن كان الأمر باطلًا.
الظلم اليوم تجاوز كونه مجرد قوانين أو تعاميم، ليصبح آلية لترويض الشعب وإجباره على قبول الذل والتهميش ، فهم يرون المواطنين أرقامًا يمكن زيادتها أو إنقاصها بلا أي اعتبار لقيمتهم أو حقوقهم اوكرامتهم .
المؤلم أن الخذلان لم يأتِ فقط من السلطة، بل من وجوه كان الشعب يظنها حماة له وللوطن، اختاروا الصمت الرضوخ، فكان صمتهم هو السلاح الذي قوّى الظالم، ومهّد الطريق للإستبداد ، ليمتدّ أكثر فأكثر بينما البلد يتراجع يومًا بعد يوم .
الكويت ليست كالأمس، الحريات تتقلص، والكرامة تُهان، والفساد يمشي أمام العلن بلا رادع، والاعتراض صار جريمة، وكأن المطلوب من الشعب أن يرضى بالباطل ويتعايش مع الإذلال .
إن أخطر ما يواجه الكويت اليوم ، هو التطبيع مع ظلم المستبد ، حينها يُصبح الصمت قاعدة، ويغدو الكلام جريمة، وعندها ينهار الوطن، وتصبح استباحته داخليا وخارجيا اسهل .
بقلم ..
بوصباح