هل الشعب الكويتي يحب الدستور ومتمسك فيه؟
اليوم نحن على يقين بأن الدستور مضروب بعرض الحائط في الكويت، وبدليل موضوع المحاسبة الشعبية، ومجلس الأمة، وليست هذه المواد الوحيدة التي تم إيقافها بل كل شيء عدا مواد الإمارة طبعاً وتنظيم الإمارة وفرض الإمارة ووراثة الإمارة ومسند الإمارة الإلهي الذي قوله نافذ وفوق جميع السلطات لو كتب أمر بالإعدام لأي واحد فيكم يا كويتيين سينفذ ولا جدال ولا نقاش في ذلك.
لكن التساؤل: هل نحن فعلاً نحب الدستور ونتمسك به؟ وهل هناك دليل على ذلك؟ لا يخفاكم أن الكويت في عهد جابر الأحمد قبل الغزو شيء وبعد الغزو شيء آخر، وفي أيام رئاسة سعد العبدالله شيء، وأيام رئاسة صباح الأحمد شيء آخر، بالاضافة إلى أن عهد صباح نفسه كان متقلباً، نذكر مثلاً أيام ناصر المحمد، وزمن الحراك الذي خلقت الظروف الدولية المحيطة به والربيع العربي الظروف المناسبة لعدم البطش به بتجبّر، ونعلم أن هناك من شباب الحراك ورجالاتها من تم التضييق عليهم فيما بعد، ذلك طبعاً بعد إسقاط مرسي في مصر والانقلاب على دستور مصر من قبل عسكر مصر، بمعنى أن الكويت تأثرت بحراك خارجي وانقلابات خارجية، وهذا المنطقي وهذا الطبيعي أصلاً لما نتكلم عن أمة واحدة، وكانت من حلول صباح الأحمد منحة ١٠٠٠ دينار وتموين مجاني وانفراجة اقتصادية معينة صارت الناس تشتري سيارات وتسافر اكقر وتسدد ديون وترتاح، وامتلأت البطون فما عادت المطالبات السياسية مهمة لذلك أنهت نفسها بنفسها، وكذلك إسقاط ناصر المحمد الذي لا يشك أحد أن تلك المطالبات والمعارضات أسقطته، ودخلنا في حالة الركود والخمول السياسي والنفسي - سمها ما شئت - مع جابر المبارك، حكومة تمشي على البركة، تمشي مع البحث عن المصالح الشخصية والراحة والقعود والنوم والشخير، هذا أدى إلى بروز دور نواب المعارضة التي كانت تحت السطح أيام الحراك، وكذلك من كانوا يعارضون في قلوبهم ووجدوا مجالاً للتنفيس عن ما كان عندهم، وظهر السوشال ميديا وبين لنا كل التوجهات، وصار لدينا الإمكانية لنميز الخبيث من الطيب بسبب النقل المسجل لجلسات مجلس الأمة على السوشال ميديا، قناة مجلس الأمة كانت تشكل مكتبة حقيقية وأدلة مسجلة لكل رمشة عين وحركات استهزاء وأطفال داخل المجلس، فصار الجيل الذي نشأ في فترة جابر المبارك أمثالي جيلاً لا يقبل "بوس الخشوم" وسيوف العرضة وحذفة العقال وكلمات مثل تكفى وطالبكم وبوجهي وكل هذه الشعارات وما يقابلها من شعارات عروبية وليبرالية وديمقراطية، انتهى هذا العهد، اليوم جيل الشباب جيل الدليل وجيل التثبت وجيل الحرص وجيل حذف النعال على الخائن والكاذب، لذلك نكتب ولذلك نناقش كل شي في مجالسنا الخاصة، الكثير منها يدخلنا السجن، لكن لا بأس، نحن نبحث عن الحق.
لكن في كون المجتمع الكويتي متمسك بالدستور، فلو نظرنا إلى حقبة كورونا، نرى أننا أجبرنا على أخذ اللقاح ليس بالسيف، بل بالمضايقة، كثير منا كان لديه إلتزامات خارج الكويت، وسئمنا من حظر التجول أصلاً، نعم كان هناك فوائد مثل تحسن الجو بسبب قلة عوادم السيارات ووضوح الرؤية حينها ولكن شعورنا بالحبس كان ملازماً، لذلك صرنا في التواصل الاجتماعي عبارة عن طبالين للحكومة، وكلما صور أحدهم فيديو ينتقد سوء الخدمة في المحاجر انهالوا عليه بالشتم واللعن في تويتر ونشروا صوره وفضحوه وانصدم المواطن المسكين في المحجر من كلام المواطن السليم الذي في بيته، ووقتها لا دستور ولا حقوق تذكر بتاتاً، أصلاً لو كان فهد اليوسف حاضراً في المشهد وقتها لسحب جنسية كل من أصابه كورونا لكي يزيد من حجته في طرد المزورين والبدون والمساكين من الكويت ورميهم في البر الفاضي، كما قالت حينها "حياة الفهد" في اتصال هاتفي تعريجاً على حالة الوافدين، وهذا الأمر قادم في ظل هذه الحكومة الخايبة، وهذا النفس العنصري الحاضر وبكثرة في قيادات الدولة.
لذلك، هل الشعب الكويتي يحب الدستور ومتمسك فيه؟ كورونا، وحقبة جابر المبارك وصباح الخالد تقول: لا، لسنا متمسكين في هذا الدستور.
هل هذه الحالة صحية وصحيحة ويجب أن تتم هكذا؟ يظهر أنها ليست كذلك وهي حالة مرضيّة فعلاً.
- عين على الكويت